اكتشاف نقش ملكي صخري من زمن مينا قرب أسوان

النقش يُظهر قاربًا مزخرفًا يُجرّ بواسطة خمسة أشخاص، وعلى متنه شخصية واقفة تمسك بمجداف وأخرى جالسة داخل كابينة مغلقة. وتبرز من الشخصية الجالسة الرأس والكتف الأيمن فقط، مع ذقن ممتد وخط رأسي فوق الرأس، ما قد يدل على رموز ملكية مثل اللحية الزائفة أو غطاء الرأس الطقسي الذي كان يميز الحكام في مصر القديمة. التحليل الأسلوبي للنقش أظهر تشابهًا كبيرًا مع رسومات القوارب في فترة ما قبل الأسرات والعصر الطليعي، من حيث شكل القارب الهلالي والزخارف التي تشمل ما يشبه القرون فوق الكابينة. هذه الخصائص المعمارية والفنية تدل على أن النقش قد يمثل لحظة رمزية أو احتفالية مرتبطة بالسلطة في مرحلة سبقت توحيد مصر على يد الملك نارمر. عدم وجود رمز السيرخ في النقش وهو الإطار الملكي الذي يُكتب فيه اسم الفرعون إلى جانب الإله حورس، دفع الباحثين إلى استبعاد أن تكون الشخصية الجالسة هي نارمر نفسه. ويرجح أن النقش يمثل شخصية سابقة له في مرحلة تشكل البنية السياسية الموحدة لمصر. الباحثون يعتقدون أن هذا النقش وغيره من الأعمال المماثلة قد نُفذت بواسطة فنانين محترفين بتكليف من سلطات إقليمية قبل قيام الدولة المركزية، ما يعكس وجود شكل من أشكال التنظيم الرمزي والسياسي في مصر قبل الأهرامات. ويُعد هذا الاكتشاف من أندر الأدلة البصرية التي تسلط الضوء على بدايات تشكل الهوية الملكية في الحضارة المصرية القديمة.