مجرة لم تتغير منذ 7 مليارات سنة

أعلن فريق من علماء الفلك عن اكتشاف مجرة نادرة تُعرف بـ"المجرة الأحفورية" تقع على بُعد نحو 3 مليارات سنة ضوئية من الأرض، وتُعد أقدم مجرة من نوعها يتم رصدها خارج نطاق "الكون المحلي". وأوضحت الدراسات أن هذه المجرة ظلت على حالها منذ أكثر من 7 مليارات عام، دون أن تخضع لاندماج مع مجرات أخرى أو تكوين نجوم جديدة، ما يجعلها بمثابة كبسولة زمنية تُتيح للعلماء فرصة فريدة لفهم بدايات الكون. وتُعتبر "المجرة الأحفورية" أول مجرة  تُرصد خارج منطقة الكون القريب، التي تمتد إلى مسافة مليار سنة ضوئية من الأرض. وتشير الأبحاث إلى أن المجرة تكونت من انفجار نجمي سريع وعنيف، ما جعلها مضغوطة وكثيفة، وتحوي مليارات النجوم القديمة. ويُعتقد أن المجرة تجنبت المرحلة الطبيعية التي تمر بها معظم المجرات، حيث تندمج وتتفاعل مع مجرات أخرى، مما يغير شكلها وحجمها. وعلى الأرجح، يرجع توقف المجرة عن تكوين نجوم جديدة إلى تأثيرات الثقوب السوداء الفائقة التي تطلق رياحًا قوية تمنع تكوين النجوم. وكان الاكتشاف الأولي للمجرة قد تم عام 2018 باستخدام تلسكوب VST في تشيلي، قبل أن يؤكد الفريق ذلك لاحقًا عبر تلسكوب "العين المزدوجة" في أريزونا، الذي يتميز بقدرته على التصوير عالي الدقة والتعويض عن اضطرابات الغلاف الجوي. يُعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة لفهم تطور المجرات، ويُسلط الضوء على وجود أجسام كونية تحافظ على خصائصها القديمة في عالم يتغير باستمرار.