الموضة تتحول إلى رسالة سياسية وثقافية في جوائز توني 2025

لم تكن الموضة في حفل توزيع جوائز توني 2025 مجرد استعراض للترف والبريق، بل تحوّلت إلى منصة تعبّر من خلالها النخبة الفنية عن مواقف سياسية وثقافية عميقة. لعل أبرز تجلٍّ لذلك جاء في إطلالة الممثل دانيال داي كيم، أول أمريكي آسيوي يُرشح لجائزة أفضل ممثل في مسرحية، والذي اختار أن يظهر على السجادة الحمراء مرتديًا نسخة عصرية من الزي الكوري التقليدي "هانبوك" من تصميم دار "ميهي هانبوك" في لوس أنجلوس. مظهر كيم لم يكن صدفة، بل رسالة واضحة وسط مشهد أمريكي يشهد توترًا متزايدًا بشأن الهوية والانتماء. وقال كيم في تصريح لوسائل الإعلام: "الآن بعد أن أصبحت فكرة ’الأمريكي‘ تحت الهجوم، أردت أن أقول إننا جميعًا، مهما اختلفت أشكالنا وملابسنا، يمكن أن نكون أمريكيين أوفياء وفخورين." هذا البُعد الثقافي والسياسي الذي حملته الأزياء لم يكن حكرًا على كيم، بل ساد أجواء الدورة الـ78 من حفل جوائز توني، الذي أُقيم في "راديو سيتي ميوزيك هول" بنيويورك وسط أمطار خفيفة وأضواء لا تنطفئ. الحفل لم يقتصر على تكريم المواهب المسرحية، بل جسّد احتفالًا متكاملًا بفنون الأداء والهوية، وعكس حالة الانتعاش التي يعيشها المسرح الأمريكي، إذ سجّل موسم برودواي 2024–2025 رقمًا قياسيًا في الإيرادات بلغ 1.89 مليار دولار، كما جذب أكثر من 14.7 مليون مشاهد. شهد الحفل حضورًا لافتًا لنجوم عالميين، بينهم سارة سنوك، الفائزة بجائزة أفضل ممثلة عن أدائها في “The Picture of Dorian Gray”، والتي ارتدت فستانًا لامعًا من تصميم ريتشارد كوين، وسينثيا إريفو التي تخلّت عن اللون الأخضر المرتبط بدورها في “Wicked” وظهرت بفستان شامبين من دار Schiaparelli، قبل أن تعود وتطل بكيمونو مطرّز من Ashi Studio السعودي خلال تقديمها فقرات الحفل. الاحتفال تجاوز الأزياء والجوائز، ليكرّس برودواي كمسرح للهوية والتنوّع، حيث تمازج الفن مع الرسائل، وتحوّلت السجادة الحمراء إلى مساحة حوار مفتوحة، تُعبَّر فيها الأفكار من خلال الخيط والإبرة لا بالكلمات فقط. وهكذا أثبتت جوائز توني مجددًا أن برودواي ليست فقط خشبةً للعرض، بل مرآة نابضة للعصر.