تحليل الحمض النووي يكشف صلة جينية بين مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين
ABCNews-247
ُثر في موقع نويْرات جنوبي مصر على رفات رجل محفوظ داخل إناء فخاري جنائزي مغلق يعود تاريخه إلى ما بين عامي 2855 و2570 قبل الميلاد. قام فريق دولي من العلماء بتحليل الحمض النووي المستخرج من أسنان الهيكل العظمي ليظهر أن ثمانين في المئة من الجينوم تعود أصوله إلى شمال إفريقيا ومصر، في حين أن العشرين في المئة الباقية تعود إلى منطقة الهلال الخصيب بين نهري دجلة والفرات في بلاد ما بين النهرين.
يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف يشكل أول دليل مباشر على التواصل الجيني بين الحضارتين، بعدما كانت الدلائل السابقة تشير إلى تشابه في الفخار والكتابة والأسنان فقط. الهيكل العظمي يعود لرجل بلغ الستينات من عمره وظهرت عليه علامات إصابة بالتهاب المفاصل، ما يرجح أنه كان يعمل خزافا في إحدى القرى القريبة من النيل خلال بداية الدولة القديمة، وهي المرحلة التي شهدت توحيد مصر وبداية بناء الأهرامات.
يشير العلماء إلى أن نهر النيل ربما لعب دورا محوريا كطريق حضاري ساهم في انتقال الناس والثقافات والأفكار، ما يفتح آفاقا جديدة لفهم طبيعة التفاعلات بين الحضارات الكبرى في العصور القديمة. الدراسة نُشرت في مجلة نيتشر ويأمل فريق البحث أن يجري تحليلات مماثلة لبقايا أخرى من العصور نفسها لتكوين صورة أوضح عن مدى عمق الروابط بين مصر وبلاد الرافدين.