نهاية حرب المئة عام
ABCNews-247
في مثل هذا اليوم من عام 1453 استطاعت القوات الفرنسية استعادة مدينة بوردو جنوب غرب فرنسا من أيدي القوات الإنجليزية. هذا الحدث كان بمثابة المرحلة الأخيرة من حرب طويلة عُرفت باسم "حرب المئة عام"، والتي استمرت فعليًا من عام 1337 إلى 1453 بين فرنسا وإنجلترا.
بدأت هذه الحرب بسبب نزاع على العرش الفرنسي. فقد توفي الملك الفرنسي شارل الرابع عام 1328 دون أن يُنجب ولدًا ذكراً، مما يعني أن العرش لم يعد له وريث مباشر واضح يمكنه استلام الحكم بسهولة. وحسب قوانين الخلافة الفرنسية في ذلك الوقت، لم تكن المرأة أو نسلها من جهة الأم يحق لهم وراثة العرش. ولذلك، رُفضت مطالبة ابنة شارل أو حفيدها الإنجليزي بالعرش.
لكن ملك إنجلترا إدوارد الثالث كان يرى أنه الأحق بالعرش الفرنسي لأنه حفيد ملك فرنسي سابق من جهة والدته. وهذا ما جعله يطالب بالتاج الفرنسي. في المقابل، اختار الفرنسيون أحد أفراد العائلة الملكية من فرع آخر، وهو فيليب السادس.
هذا النزاع السياسي تطوّر إلى صراع عسكري ضخم بين المملكتين، شمل معارك كبيرة مثل معركة كريسي ومعركة بواتييه، وتسبب في دمار واسع وأزمات اقتصادية واجتماعية استمرت لعقود.
وبعد قرن من الحروب، تراجعت إنجلترا كثيرًا، وخسرت معظم ممتلكاتها في فرنسا. وفي 17 يوليو 1453، سقطت مدينة بوردو بيد الفرنسيين، وكانت هذه آخر معاقل الإنجليز في جنوب فرنسا. وبهذا الحدث، انتهت فعليًا حرب المئة عام، ولم يتبق للإنجليز سوى مدينة كاليه، التي فقدوها لاحقًا في عام 1558.