United States 23.88°C تسجيل الدخول Sunday, July 27, 2025


ولادة دولتين وصراع مستمر

ABCNews-247
في 16 يوليو 1947، أعلن اللورد لويس مونتباتن، آخر نائب بريطاني في الهند، تفاصيل خطة تقسيم الهند التي كانت تحت الحكم البريطاني إلى دولتين مستقلتين: الهند وباكستان. جاء هذا القرار بعد عقود من النضال الشعبي ضد الاستعمار، قادته شخصيات بارزة مثل مهاتما غاندي وجواهر لال نهرو من جهة، ومحمد علي جناح من جهة أخرى. جناح، زعيم الرابطة الإسلامية، كان يرى أن المسلمين يشكلون أمة مستقلة لا يمكن أن تعيش تحت سيطرة غالبية هندوسية، فطالب بدولة منفصلة لهم، وهو ما تم الاستجابة له عبر تأسيس باكستان. التقسيم شمل منطقتين أساسيتين من الهند البريطانية ذات الغالبية المسلمة، هما باكستان الغربية (باكستان الحالية) وباكستان الشرقية (بنغلاديش لاحقًا)، لكن دون ممر جغرافي بينهما. الإعلان عن التقسيم أشعل موجة هائلة من الهجرة، حيث انتقل ما يزيد على 15 مليون شخص عبر الحدود الجديدة، هربًا من الاضطهاد أو بحثًا عن ملاذ ديني. هذه الهجرات كانت مصحوبة بأعمال عنف طائفي مروعة، سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، إضافة إلى آلاف حالات الاغتصاب والخطف والنهب، خاصة في منطقة البنجاب. أزمة كشمير كانت واحدة من أبرز نتائج التقسيم، إذ اختار الحاكم المهراجا الانضمام إلى الهند رغم أن غالبية السكان من المسلمين، ما تسبب في اندلاع أول حرب بين الهند وباكستان بعد أسابيع فقط من الاستقلال، ولا تزال كشمير بؤرة توتر مشتعلة حتى اليوم.