طقوس فرعونية تُذلّ العدو تحت الأقدام

في أواخر القرن 14 قبل الميلاد، وتحديدًا خلال عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة، نجد ممارسات رمزية كثيرة تحمل دلالات عميقة أحد أكثرها إثارة هو قيام بعض ملوك الفراعنة بكتابة أسماء أعدائهم على النعال أو على قواعد العروش التي يجلسون عليها هذا السلوك لم يكن مجرد فعل عدائي عابر بل كان محمّلًا برسائل سياسية ودينية تعكس فهمًا عميقًا لقوة الرمزية في السلطة والحرب الفرعون لم يكن يواجه خصومه في ساحة المعركة فقط بل كان يبدأ بإخضاعهم رمزيًا عبر طقس علني يقول فيه إن العدو بات تحت قدميه هذا السلوك كان يحمل معاني الإذلال والتفوق والإخضاع النفسي وفي الوقت نفسه كان يعكس إيمان المصريين القدماء بأن الاسم يحمل قوة صاحبه وبالتالي فإن دوس الاسم يمكن أن يضعف خصمه سحريًا ويحد من تأثيره الآثار التي وصلتنا تؤكد ممارسة هذا الطقس فقد وُجدت نعال حقيقية من الجلد منقوش عليها أسماء أعداء معروفين مثل الحيثيين والنوبيين كما أن عرش الملك توت عنخ آمون يحتوي على رسومات لأعداء مكبلين تحت موضع قدمي الملك مما يوضح كيف كان الفرعون يعلن سلطته من خلال صور مدروسة بعناية ولم تقتصر هذه الرمزية على النعال فقط بل ظهرت أيضًا في نصوص تُعرف بنصوص اللعن وهي أوانٍ فخارية نُقشت عليها أسماء خصوم مصر ثم كُسرت ودفنت في الأرض في إشارة واضحة إلى كسر شوكة العدو وإفنائه رمزيًا هذا الطقس يعكس كيف أن المصري القديم لم يكن يفصل بين الحرب والسياسة والدين والسحر بل كان يرى في كل حركة رمزية أداة من أدوات السيطرة والنصر ومن هنا فإن كتابة اسم العدو على النعل لم تكن مجرد إهانة بل إعلانًا للهيمنة وتعبيرًا عن أن الغلبة قد حُسمت قبل أن تبدأ المعركة