اغتيال هز عرش روسيا
ABCNews-247
في ظهيرة باردة من شتاء مارس، خرج القيصر الروسي ألكسندر الثاني من قصره في عربته المكشوفة، غير مدرك أن نهايته تقترب على يد تنظيم ثوري يُدعى "إرادة الشعب". وبينما كان الموكب الإمبراطوري يمر في شارع ضيق قرب جسر كاترين، دوّى صوت انفجار أول قنبلة، أُلقيت على العربة الملكية دون أن تصيب القيصر إصابة مباشرة. لكن المشهد المأساوي لم ينتهِ عند ذلك الحد. نزل ألكسندر الثاني من عربته لتفقد الجرحى، وسط ذهول الحرس والمارة. وفي لحظة قاتلة، تقدم شاب من الحشد وألقى قنبلة ثانية انفجرت على الفور، ممزقة جسد القيصر وموديًا بحياته بعد دقائق من إصابته. الشاب الذي نفذ الهجوم يُدعى إغناتي غرينيفيتسكي، وهو أحد أعضاء التنظيم الثوري الذي عُرف بمعارضته الشرسة لحكم القياصرة. وقد توفي هو الآخر متأثرًا بجراحه جراء الانفجار. السلطات الروسية أعلنت حالة الطوارئ، وبدأت حملة تحقيقات واسعة أفضت إلى اعتقال عدد من شركاء التنظيم، في وقت عمّت فيه البلاد حالة من الغضب والترقّب. ألكسندر الثاني، الذي اشتهر بإطلاق إصلاحات جذرية أبرزها تحرير العبيد عام 1861. مقتل القيصر لم يكن مجرد اغتيال سياسي، بل لحظة فاصلة عجّلت بانهيار الثقة في النظام، ومهّدت الطريق لعصر جديد من العنف والثورات في روسيا.