أزمة الصواريخ الكوبية
ABCNews-247
في 16 يوليو 1962، بدأت الاستخبارات الأمريكية تلاحظ نشاطًا عسكريًا غير معتاد في كوبا. بعد أسابيع من المراقبة، تبيّن أن الاتحاد السوفيتي يقوم بنقل صواريخ نووية متوسطة المدى إلى كوبا، الدولة التي لا تبعد سوى 145 كيلومترًا عن سواحل ولاية فلوريدا الأمريكية. هذا الاكتشاف دفع الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس جون كينيدي، إلى إعلان حالة الطوارئ، وفرض حصار بحري شامل على كوبا لمنع وصول أي شحنات عسكرية إضافية. كانت تلك اللحظة من أخطر فصول الحرب الباردة، حيث وقف العالم لمدة 13 يومًا على شفير حرب نووية شاملة. رغم أن كوبا كانت دولة مستقلة منذ عام 1902، فإنها شهدت تحولًا جذريًا عام 1959، حين نجح فيديل كاسترو في قيادة ثورة شيوعية أطاحت بالحكومة الموالية لأمريكا. سرعان ما تحالفت كوبا مع الاتحاد السوفيتي، وبدأت في استقبال الدعم الاقتصادي والعسكري منه، خاصة بعد محاولة فاشلة من الولايات المتحدة لإسقاط نظام كاسترو في غزو "خليج الخنازير" عام 1961. لم تكن كوبا تابعة رسميًا للاتحاد السوفيتي، لكنها أصبحت حليفًا استراتيجيًا وشبه عسكري له في المنطقة. ولهذا، سمحت للسوفييت بنشر صواريخهم النووية على أراضيها كنوع من الردع ضد أي غزو أمريكي محتمل. في نهاية المطاف، توصل كينيدي والزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف إلى اتفاق تاريخي: سحب السوفييت صواريخهم من كوبا، مقابل تعهد أمريكي بعدم غزو كوبا، وسحب صواريخ نووية أمريكية سرية من تركيا لاحقًا.