منظمة الصحة العالمية تحذر من أزمة تمويل تهدد بعودة انتشار الإيدز

أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام عقار "ليناكابافير" كوسيلة فعالة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، وذلك خلال مؤتمر الإيدز الدولي المنعقد في كيغالي، رواندا. ويأتي ذلك بعد أن صادقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخرًا على العقار كحقنة تعطى مرتين سنويًا، بعدما أظهرت نتائج الدراسات فعالية شبه كاملة في الحماية من الإصابة بالفيروس. يمثل هذا التوجه خطوة مهمة في مكافحة الفيروس عالميًا، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة في المناطق التي لا تزال تعاني من عبء انتشار مرتفع. وتؤكد منظمة الصحة أن توفير خيارات وقائية طويلة المدى قد يُحدث فرقًا كبيرًا في الوصول إلى فئات كانت تواجه صعوبات في الالتزام بالأدوية اليومية أو الزيارات الطبية المتكررة. لكن هذه الخطوة تزامنت مع أزمة تمويل تهدد برامج الوقاية والعلاج في كثير من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. فالولايات المتحدة، التي كانت تمثل الداعم الرئيسي من خلال برنامج "PEPFAR"، أنهت بشكل مفاجئ تمويلها في يناير 2025، وهو ما ينذر بعواقب وخيمة وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، التي تتوقع وفاة نحو أربعة ملايين شخص إضافي نتيجة هذا الانسحاب، فضلًا عن تسجيل ستة ملايين إصابة جديدة، إضافة إلى زيادة خطر ظهور مقاومة دوائية لدى المرضى الذين يُحرمون من العلاج. وسط هذه التحديات، أعلنت شركة "Gilead Sciences" عن اتفاق مع "الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا" لتوفير عقار ليناكابافير دون تحقيق أرباح، وذلك عبر توريد أكثر من مليوني جرعة للدول الفقيرة بسعر يغطي تكاليف الإنتاج والتوزيع فقط. وحذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، ويني بيانييما، من أن العالم يواجه "قنبلة موقوتة"، حيث بدأت بعض الدول بالفعل تشهد تراجعًا حادًا في خدمات الوقاية والعلاج، مما يُعرّض حياة الآلاف للخطر. ومع ذلك، أكدت أن هناك فرصة لتجاوز هذه الأزمة إذا ما تكاتفت الجهود الدولية لدعم المجتمعات والأنظمة الصحية في مواجهة هذا التحدي.