في محاولة أوروبية لتفادي اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة، توجهت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى إسكتلندا السبت، تمهيدًا للقاء مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ظهر الأحد، في وقت يؤكد فيه مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن التوصل إلى اتفاق تجاري بات أقرب من أي وقت مضى.
ترامب، الذي يقضي عطلة قصيرة في إسكتلندا تجمع بين رياضة الغولف واجتماعات ثنائية، صرّح عند وصوله الجمعة أنه يتطلع إلى لقاء فون دير لاين، مشيدًا بها كـ«زعيمة محترمة للغاية». وأضاف أن فرص التوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع الاتحاد الأوروبي – المكوّن من 27 دولة – «متكافئة»، مشيرًا إلى أن بروكسل تبذل جهودًا كبيرة لإتمام الاتفاق.
وفي حال النجاح، سيكون هذا الاتفاق الأكبر من نوعه بالنسبة لإدارته، متجاوزًا في حجمه صفقة الـ550 مليار دولار التي تم التوصل إليها مع اليابان في وقت سابق من الأسبوع.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت الخميس أن التوصل إلى حل تفاوضي بات قريبًا، رغم تصويت دول الاتحاد بالموافقة على فرض رسوم جمركية انتقامية على بضائع أميركية بقيمة 93 مليار يورو (نحو 109 مليارات دولار)، في حال فشل المحادثات.
ترامب من جانبه أكد أن على الأوروبيين «خفض الرسوم الجمركية»، دون تقديم تفاصيل، بينما نقل دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق المحتمل قد يتضمن رسوماً عامة بنسبة 15% على السلع الأوروبية الداخلة إلى السوق الأميركية، إلى جانب رسوم بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم من أوروبا.
هذا المقترح يُعدّ أقل حدة من التهديد السابق الذي لوّح به ترامب، بفرض رسوم تصل إلى 30% اعتبارًا من 1 أغسطس على مختلف السلع الأوروبية.
ولا تزال الرؤية غير واضحة بشأن ما إذا كانت واشنطن ستقبل إعفاء قطاعات حيوية مثل السيارات والأدوية من هذه الرسوم، وهي قطاعات تم الإعلان عن فرض ضرائب عليها سابقًا، أو يجري التفكير بها حاليًا.
ويُعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أكبر شريكين تجاريين في العالم من حيث السلع والخدمات والاستثمار، حيث حذرت غرفة التجارة الأميركية في بروكسل، في مارس الماضي، من أن أي صدام اقتصادي بين الجانبين قد يهدد مصالح تجارية تفوق 9.5 تريليون دولار.