United States 23.88°C تسجيل الدخول Sunday, July 27, 2025


نهاية الحكم القيصري في روسيا

ABCNews-247
في فجر يوم 17 يوليو من عام 1918، نفّذ الثوار البلاشفة عملية إعدام جماعي بحق القيصر الروسي نيقولا الثاني وزوجته القيصرة ألكسندرا فيودوروفنا، وأطفالهما الخمسة: أولغا وتاتيانا وماريا وأناستاسيا وأليكسي. تم تنفيذ الإعدام داخل قبو منزل يُعرف باسم بيت إيباتييف في مدينة يكاترينبورغ بمنطقة الأورال، وذلك بعد عام واحد فقط من قيام الثورة البلشفية التي أطاحت بالحكم القيصري. نُفّذ الإعدام رميًا بالرصاص، وأُجهز على الجرحى طعنًا بالحراب، في عملية دموية سريعة وسرية، ثم قامت فرقة الإعدام بنقل الجثث ليلاً لإخفائها عن العامة ومنع تحويلها إلى رمز مضاد للثورة. الجثث نُقلت إلى موقع سري في غابة نائية قرب يكاترينبورغ تُعرف باسم غانينا ياما (Ganina Yama)، وهي منطقة كانت تحتوي على بئر مهجور داخل منجم سابق. في البداية أُلقيت الجثث داخل البئر بعمق تسعة أمتار، لكن بعد أيام قليلة، قرر المنفذون نقلها من جديد إلى موقع مختلف داخل نفس الغابة يُعرف باسم بوروسينكو لوج (Porosyonkov Log)، حيث قاموا بدفنها بطريقة عشوائية، وأحرقوا بعضها وسكبوا عليها حمض الكبريتيك لتشويه ملامحها ومنع التعرف عليها. ظلت أماكن دفن العائلة مجهولة لعقود طويلة، وفي عام 1979 تم العثور على الرفات من قِبل باحثين محليين، ولكن السلطات السوفيتية أخفت الأمر. ثم في عام 1991، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، أُعلن رسميًا عن اكتشاف رفات تسعة أشخاص في نفس الغابة، وتم التعرف عليهم لاحقًا باستخدام تحليل الحمض النووي. وفي عام 2007 تم العثور على رفات إضافية في موقع قريب، ويُعتقد أنها تعود إلى الأمير الصغير أليكسي وإحدى أخواته، وبذلك اكتمل عدد أفراد الأسرة الذين أُعدموا. في عام 2000، قامت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بتقديس القيصر نيقولا وأسرته، واعتبرتهم "شهداء الإيمان" الذين قتلوا بسبب تمسكهم بعقيدتهم. أما اليوم، فقد تحوّل موقع غانينا ياما إلى مزار ديني ضخم يضم ديرًا أرثوذكسيًا خشبيًا يُعرف باسم دير الشهداء الإمبراطوريين، وتقام فيه سنويًا مواكب دينية لإحياء ذكرى الإعدام. وقد بُنيت سبع كنائس خشبية صغيرة داخل الدير، كل منها مخصصة لأحد أفراد الأسرة الإمبراطورية، وتُعدّ من أبرز مواقع الذاكرة الوطنية والدينية في روسيا الحديثة.