سقوط الشاه وولادة نظام جديد
ABCNews-247
في 16 يوليو 1979، دخلت إيران مرحلة جديدة من تاريخها السياسي، مع بداية النهاية الرسمية لحكم الشاه محمد رضا بهلوي، الذي جلس على العرش منذ عام 1941. كانت تلك اللحظة ذروة ثورة شعبية ودينية غيرت وجه إيران والمنطقة، وأسقطت نظامًا ملكيًا مواليًا للغرب، ليحلّ محله نظام ديني شيعي بقيادة آية الله روح الله الخميني. طوال حكمه، سعى الشاه إلى تحديث إيران عبر ما عُرف بـ "الثورة البيضاء"، التي شملت إصلاحات زراعية وتعليمية وصناعية. لكنه في المقابل، همّش الطبقات الدينية والتقليدية، وقمع المعارضة بشراسة عبر جهاز المخابرات "السافاك"، ما خلق عداءً عميقًا لدى شرائح واسعة من الشعب، خصوصًا رجال الدين والطلبة والمثقفين. في يناير 1979، اضطر الشاه إلى مغادرة إيران تحت ضغط الشارع، في زيارة "مؤقتة" لم يعد منها. وبعد أسابيع، عاد الخميني من المنفى في 1 فبراير 1979 إلى استقبال شعبي تاريخي، ليتسلّم زمام السلطة تدريجيًا. في 16 يوليو، تأكدت نهاية النظام السابق سياسيًا، حين فُرضت إجراءات جديدة على المؤسسات الغربية وأُغلقت أبواب كثيرة أمام النفوذ الأمريكي والبريطاني، إيذانًا بولادة "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" التي أُعلنت رسميًا في أبريل من العام نفسه، بعد استفتاء شعبي. تحول إيران المفاجئ من حليف استراتيجي للغرب إلى دولة ثورية معادية للغرب، وتحديدًا للولايات المتحدة، أحدث صدمة إقليمية ودولية. وتمت مصادرة الشركات الغربية، وطرد عدد من الدبلوماسيين، ما دفع واشنطن إلى قطع العلاقات مع طهران لاحقًا، خاصة بعد أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية أواخر العام نفسه.