الهند تسجل أعلى حصيلة وفيات بسبب الكوارث الطبيعية
ABCNews-247
سجّلت الهند خلال العام المالي 2024-2025 ما مجموعه 3,080 وفاة بشرية نتيجة أحداث طبيعية متطرفة، في أعلى حصيلة تُسجَّل خلال العقد الأخير، بحسب تقرير نُشر مؤخرًا. وتمثل هذه الحصيلة ارتفاعًا بنسبة 17% مقارنة بالعام السابق الذي سجل 2,616 حالة وفاة، كما أنها تفوق المتوسط السنوي البالغ 1,893 وفاة المسجل بين عامي 2015 و2024.
ومع تقدم موسم الأمطار الموسمية، تتوالى التقارير اليومية عن انهيارات أرضية في ولايتي هيماشال براديش وأوتاراخند، ما يعكس تصاعد حدة الكوارث المرتبطة بالمناخ. وقد شهدت ولاية هيماشال براديش وحدها أكثر من 400 حالة وفاة خلال عام 2024، معظمها بسبب الانهيارات الأرضية والسيول المفاجئة الناتجة عن الأمطار الغزيرة.
وفيما تواصل الخسائر البشرية ارتفاعها، تُظهر الإحصاءات انخفاضًا ملحوظًا في أشكال أخرى من الأضرار. فقد تراجع عدد رؤوس الماشية النافقة إلى 61,960 مقارنة بـ1.19 لكح في العام السابق، كما انخفض عدد المنازل المتضررة من 15.5 لكح في 2018-2019 إلى 3.64 لكح فقط في 2024-2025. كذلك، تقلصت المساحات الزراعية المتأثرة من 114.3 لكح هكتار في 2019-2020 إلى 14.24 لكح هكتار هذا العام.
ويرى الخبراء أن هذا التباين يعكس خللًا في نهج الاستعداد للكوارث، حيث تُسجَّل خسائر بشرية مرتفعة على الرغم من تراجع الأضرار المادية. وتوضح دراسة صادرة عن جامعة FLAME في 2024 أن المناطق ذات مؤشرات تنمية بشرية منخفضة هي الأكثر عرضة للوفيات، حيث كشفت أن زيادة وحدة واحدة في مؤشر التنمية البشرية (HDI) تسهم في تقليص عدد الوفيات المرتبطة بالكوارث بمقدار 236 وفاة خلال ثلاث سنوات.
وتؤكد البيانات الصادرة عن وزارة الشؤون الداخلية هذا الاتجاه، إذ شكلت ولايات هيماشال براديش (408 وفاة)، ماديا براديش (373)، كيرالا (355)، غوجارات (230)، وكارناتاكا (185) أكثر من نصف إجمالي الوفيات المسجلة على مستوى البلاد.
ورغم أن الحكومة أطلقت منصات متطورة مثل SACHET للإنذار المبكر، والتي أصدرت أكثر من 12,700 تنبيه في عام 2023، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الاستعداد التقني وحده لا يكفي ما لم يُدمج مع سياسات تنموية طويلة الأمد تعزز مناعة السكان في المناطق المعرضة للخطر.
ويشكل هذا الارتفاع الحاد في الوفيات تذكيرًا صارخًا بأن التكيف مع تغير المناخ يجب أن يتجاوز حماية البنية التحتية ليشمل في جوهره حماية الأرواح. ودون الاستثمار في التنمية البشرية جنبًا إلى جنب مع جهود التكيّف المناخي، فإن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع في الأعوام المقبلة.