كوارث طبيعية تتسبب في خسائر قياسية لصناعة التأمين العالمية

شهد النصف الأول من عام 2025 سلسلة غير مسبوقة من الكوارث الطبيعية، تسببت في خسائر مادية هائلة لقطاع التأمين على مستوى العالم، بحسب ما نقلته منصة SRF عن تقديرات مصرف "جيفريز" ومصادر تأمينية دولية. وقدّرت الخسائر المؤمن عليها بنحو 90 مليار دولار، ما يجعل هذه الفترة الأكثر كلفة في تاريخ صناعة التأمين خلال نصف عام. الرقم يفوق بكثير خسائر العام الماضي التي بلغت 58 مليار دولار، ومتوسط السنوات الخمس الماضية البالغ 30 مليار دولار، وفقًا لما نشره موقع Reinsurance News المتخصص. وتحمّلت الولايات المتحدة وحدها نحو 85% من هذه الخسائر، نتيجة حرائق ضخمة اندلعت في منطقة لوس أنجلوس خلال شهر يناير، دمرت أكثر من 16,000 مبنى والتهمت أكثر من 30,000 فدان من الأراضي في مدن مثل ماليبو وباليساديس وألتادينا. وأشارت شركة Swiss Re إلى أن هذه الكارثة تُعد "أغلى كارثة حرائق غابات على الإطلاق"، بكلفة تقديرية بلغت 40 مليار دولار على شركات التأمين. وشملت أسباب تفاقم الخسائر غياب الإجراءات الوقائية، وتوسع العمران في المناطق عالية الخطورة، إلى جانب الضغط الشديد على خدمات الطوارئ. وقد توزعت الخسائر بين شركات تأمين عالمية ومحلية، حيث من المتوقع أن تتحمل Munich Re خسائر بقيمة 1.1 مليار يورو، بينما قدّرت Swiss Re خسائرها بنحو 600 مليون دولار. أما Zurich Group فستتحمل تأثيرًا محدودًا يبلغ نحو 200 مليون دولار، فيما سيغطي شريكها Farmers Exchanges حوالي 600 مليون دولار إضافية. وتساهم خطة العدالة الحكومية في كاليفورنيا في تغطية جزء من الأضرار. وخارج الولايات المتحدة، تعرضت كندا أيضًا لموجة حرائق واسعة، حيث سُجل أكثر من 2,000 حريق في مقاطعات مانيتوبا وساسكاتشوان وألبرتا وأونتاريو، أدت إلى تدمير حوالي 3.8 مليون هكتار، وانتقلت سحب الدخان إلى مناطق في أوروبا. وفي القارة الأوروبية، تواصل دول مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا واليونان مواجهة حرائق مستمرة لأسابيع بسبب موجات الحر الطويلة. وعلى الرغم من عدم صدور تقديرات نهائية للخسائر المؤمَّنة في كندا وأوروبا، إلا أن شركة Swiss Re توقعت أن تكون أعلى بكثير من الأعوام السابقة.