United States 26.79°C تسجيل الدخول Wednesday, September 10, 2025


بيان راسل آينشتاين

ABCNews-247

في مثل هذا اليوم من عام 1955، صدر بيان تاريخي عُرف باسم «بيان راسل – آينشتاين»، نتيجة تعاون نادر بين الفيلسوف البريطاني برتراند راسل والعالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين، الذي وقّعه قبل وفاته بأسابيع قليلة. جاء البيان تحذيرًا صريحًا من مخاطر الأسلحة النووية، ودعوة عاجلة إلى إنقاذ البشرية من شبح الدمار الشامل.

نُشر البيان في مؤتمر صحفي في لندن، ووقّع عليه أحد عشر من كبار العلماء من مختلف دول العالم، بينهم فائزون بجائزة نوبل مثل ماكس بورن، وهيدكي يوكاوا، وفريدريك جوليو كوري، وجوزيف روتبلات. اجتمع هؤلاء ليس بصفتهم مواطنين لدولهم، بل باعتبارهم ممثلين للعلم والضمير الإنساني.

تمحور مضمون البيان حول رفض الحرب كأداة لحل النزاعات، مؤكدًا أن استمرار سباق التسلح النووي سيؤدي حتمًا إلى نهاية الحضارة. دعا البيان إلى نزع السلاح النووي بشكل كامل، وتغليب العقل والعلم بدلًا من القوة والعنف. وقد اختُتم بجملة خالدة أصبحت رمزًا في التاريخ المعاصر:
«تذكروا إنسانيتكم وانسوا كل شيء آخر. إن لم تفعلوا، فإن النهاية ستكون الفناء.»

لم يكن هذا البيان مجرد إعلان، بل كان شرارة أطلقت سلسلة من المؤتمرات الدولية تحت اسم «مؤتمرات باجواش للعلوم والشؤون العالمية»، التي بدأت عام 1957 في كندا، وساهمت في جمع علماء من دول متصارعة للعمل معًا من أجل السلام ونزع السلاح النووي. تُوّج هذا الجهد في عام 1995 بمنح جائزة نوبل للسلام لحركة باجواش والعالم جوزيف روتبلات.

في جوهره، يمثل بيان راسل – آينشتاين لحظة فارقة وقف فيها العلم إلى جانب الأخلاق، ودعا إلى بناء عالم يقوم على التعاون لا الدمار، وعلى العقل لا الجنون النووي. ولهذا يبقى حتى اليوم وثيقة إنسانية خالدة يتردد صداها في ضمير البشرية.

إعلان