افتتح رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون أعمال مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الرابع الذي أقيم في بيروت بمشاركة أكثر من 450 شخصية اقتصادية من لبنان و37 دولة، وسط حضور لافت لرؤساء حكومات ووزراء وسفراء وممثلين عن الجاليات اللبنانية ومجالس الأعمال والهيئات المالية والاستثمارية، ما يعكس زخم الحدث وأهميته في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
المؤتمر الذي نظمته مجموعة «الاقتصاد والأعمال» بالشراكة مع وزارة الخارجية والمغتربين واتحاد الغرف اللبنانية والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، شكّل منصة فاعلة للحوار بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، ووجه خلاله الرئيس عون رسالة واضحة إلى المغتربين دعاهم فيها إلى الدخول في شراكة حقيقية، لا تقتصر على الدعم المالي فقط، بل تمتد إلى الاستثمار ونقل الخبرات وخلق فرص العمل.
عون تحدث بصراحة عن المرحلة الصعبة التي مر بها لبنان، مؤكدًا أن المغتربين كانوا الشريان المفتوح في زمن الانهيار، وساهموا بتحويلات بلغت 6.5 مليارات دولار سنويًا، أي ما يعادل 33% من الناتج المحلي، مشددًا على ضرورة تحويل هذا الدور إلى شراكة بنّاءة عبر مشاريع إنتاجية وابتكارية تعيد بناء الاقتصاد وتواكب التحولات الإقليمية والدولية في مجالات التكنولوجيا والطاقة والاقتصاد الأخضر.
وأكد أن الدولة تعمل حاليًا على تنفيذ إصلاحات جوهرية في عدة مسارات تشريعية واقتصادية وقضائية، بهدف خلق بيئة استثمارية مستقرة وآمنة تعيد ثقة المستثمر وتحمي مصالحه، داعيًا إلى تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية لربط لبنان مجددًا بدوره الإقليمي في مشروعات الإعمار والتعاون العربي.
من جهته، شدد الوزير السابق محمد شقير على ضرورة تكريس حقوق المغتربين، وبناء دولة مستقرة وعادلة، وتنفيذ إصلاحات شاملة تعزز الثقة وتخلق بيئة محفزة للأعمال، مشيرًا إلى أن الانتماء وحده لا يكفي اليوم لاتخاذ قرار استثماري، بل يجب أن تقوم الدولة بدورها في تحديث القوانين وتحديد الفرص المتاحة بوضوح.
أما عباس فواز، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، فأشاد بدور المغتربين كمحرك أساسي للاقتصاد الوطني، ليس فقط عبر التحويلات، بل من خلال نقل المعرفة وفتح الأسواق الخارجية، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على وحدة الجاليات اللبنانية في الخارج ومنع تصدير الخلافات السياسية إلى عالم الاغتراب.
وفي كلمته، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي أن الاغتراب اللبناني يمثل عنصر قوة لا يمكن تجاهله في مسيرة الإصلاح والتعافي، مشددًا على أهمية التلاقي الاقتصادي العربي اللبناني، وضرورة إشراك المغترب في رسم السياسات وصناعة القرار الوطني.
واختتم المؤتمر بحفل تكريم خاص لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي نال جائزة «الريادة في الإنجاز»، إلى جانب ست شخصيات اقتصادية لبنانية وعربية كان لها إسهامات بارزة في مجالات الأعمال والاستثمار.