United States 26.79°C تسجيل الدخول Wednesday, September 10, 2025


رسوم ترمب الجمركية تضع صناعة التجميل الكورية K-Beauty في أمريكا تحت الضغط

ABCNews-247

تواجه صناعة مستحضرات التجميل الكورية المعروفة باسم «K-Beauty» تحديًا جديدًا في السوق الأمريكية، بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسومًا جمركية بنسبة 15% على الواردات القادمة من كوريا الجنوبية، ضمن سياسة موسعة لزيادة التصنيع المحلي.

العلامات التجارية الكورية لمستحضرات العناية بالبشرة والجمال اكتسبت شهرة عالمية بفضل جودتها وأسعارها المناسبة ومكوناتها الفريدة مثل «مخاط الحلزون» ومستخلصات النباتات الآسيوية النادرة. وبلغ حجم الإنفاق الأمريكي على منتجات K-Beauty في عام 2024 نحو 1.7 مليار دولار، بزيادة تتجاوز 50% عن العام السابق، بحسب تقديرات القطاع.

لكن هذه الطفرة قد تواجه تباطؤًا، حيث بدأ تجار التجزئة الأمريكيون بالتخزين تحسبًا لارتفاع الأسعار، في ظل الرسوم الجديدة التي تهدد هوامش الأرباح، خاصة لدى البائعين الصغار على منصات مثل «أمازون».

تشايين وير، مؤسسة علامة «سانتي براند» الأمريكية، أكدت أن الزبائن أصبحوا أكثر حرصًا، حيث شهدت شركتها ارتفاعًا في الطلب بنسبة 30% فور إعلان الرسوم. ووصفت المشهد بقولها: «المستهلكون يضعون خططًا لمواجهة الغموض».

وفي السياق ذاته، تلقت متاجر أخرى مثل «سينتي سينتي» تحذيرات من الموردين تحثهم على شراء كميات كبيرة قبل دخول الرسوم حيّز التنفيذ. وتتوقع الشركات ارتفاعًا تدريجيًا في الأسعار خلال الأشهر المقبلة، مع نفاد المخزون المُشترى بالأسعار القديمة.

ورغم المخاوف من تراجع الشراء، يعتقد خبراء أن الشعبية العالمية للثقافة الكورية ستُبقي الطلب قويًا، حتى وإن أصبح أقل كثافة. فالمستهلكون المتحمسون لمنتجات K-Beauty لن يجدوا بدائل أمريكية بسهولة، حسبما يرى الخبير الاقتصادي مونسيوب لي من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو.

وتتفق بيرل ماك، مصممة جرافيك تقيم في الولايات المتحدة، مع هذا الرأي. إذ تقول إن معظم روتين العناية ببشرتها قائم على المنتجات الكورية، وترى أن العلامات الأمريكية لا تقدم نتائج مماثلة. وأضافت: «طالما لم ترتفع الأسعار بشكل كبير، سأواصل شرائي للمنتجات نفسها حتى وإن زادت كلفتها».

الخبراء يؤكدون أن العلامات الكبرى في قطاع التجميل الكوري تملك القدرة على امتصاص التكاليف الجديدة دون زيادة كبيرة في الأسعار، بينما ستعاني الشركات الصغيرة من ضغوط قوية على الربحية.

وتتزامن هذه التطورات مع اتفاقيات تجارية جديدة عقدها ترمب مع اليابان والاتحاد الأوروبي، تفرض الرسوم نفسها على صادرات هذه الدول أيضًا، ما يجعل المنافسة أكثر تعقيدًا بالنسبة للعديد من الشركات العالمية العاملة في قطاع الجمال.

في ظل غياب بدائل أمريكية بنفس الجودة والابتكار، يبدو أن ولاء المستهلكين لمنتجات K-Beauty سيبقى قائمًا، حتى مع دخول مرحلة جديدة من القيود الجمركية والمنافسة العالمية.
 

إعلان