قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تحتاج إلى نحو 65 مليار دولار سنويًا لمواصلة الدفاع عن نفسها في وجه الهجوم الروسي المستمر منذ أكثر من عامين.
هذا الرقم الضخم يشمل تغطية العجز في الميزانية العامة، بالإضافة إلى تمويل الصناعات الدفاعية التي تعتمد عليها كييف لتعويض النقص في الذخيرة والأسلحة، وتعزيز قدرتها على الصمود العسكري في ظل تراجع الدعم الدولي مقارنة بالمراحل الأولى من الحرب.
زيلينسكي أوضح في تصريحات إعلامية أن الحكومة الأوكرانية تواجه عجزًا يقدر بـ «40 مليار دولار» سنويًا لتغطية النفقات الأساسية للدولة، بما في ذلك الرواتب والخدمات العامة.
وأضاف أن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن «25 مليار دولار» سنويًا إضافية لتمويل تصنيع الطائرات المسيّرة، وتوسيع نطاق الحرب الإلكترونية، وتعزيز إنتاج الذخائر المحلية.
وبهذا يصل إجمالي الاحتياج السنوي إلى «65 مليار دولار» كحد أدنى لمواصلة القتال بشكل فعّال.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن كييف تعمل على تنويع مصادر الدعم، وتكثف اتصالاتها مع حلفائها في أوروبا والولايات المتحدة بهدف ضمان تدفق مستقر للتمويل.
ولفت إلى أن حكومته تجري مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لتأمين تمويل مباشر للرواتب العسكرية، وهو أمر لم يكن يُطلب علنًا من قبل، لكنه أصبح ضروريًا في ظل تزايد الضغط على الاقتصاد الأوكراني.
تصريحات زيلينسكي تأتي في وقت حساس، إذ تواجه أوكرانيا تباطؤًا في وتيرة المساعدات الغربية، في ظل تعقيدات سياسية داخلية لدى بعض الدول الداعمة.
ومع استمرار الحرب، تحاول كييف الحفاظ على زخمها العسكري عبر التحول إلى التصنيع المحلي لبعض الأسلحة، بدلًا من الاعتماد الكامل على الإمدادات الخارجية، خاصة الطائرات المسيّرة التي أثبتت فعاليتها في المعارك الأخيرة.
الملف الاقتصادي أصبح لا يقل أهمية عن الجبهات العسكرية، حيث تسعى أوكرانيا لتجنب الانهيار المالي الذي قد يُفقدها القدرة على دفع رواتب الجنود وتمويل البنية التحتية الأساسية.
ولذلك فإن تأمين «65 مليار دولار» سنويًا لم يعد خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية ترتبط بمصير الحرب بأكملها.
ورغم صعوبة هذا الرقم، إلا أن زيلينسكي أبدى ثقته في أن الحلفاء الغربيين يدركون أن استمرار دعم أوكرانيا ماليًا يعني منع توسّع النزاع إلى أوروبا، وهو ما يجعل هذه الأموال بمثابة «استثمار استراتيجي» لحماية الأمن القاري، على حد وصفه.
وأضاف أن كييف لن تتراجع عن مطالبها العلنية، لأنها تمثل الحد الأدنى من متطلبات الدفاع الفعّال في مواجهة خصم لا يزال يحتفظ بقدرات ضخمة، سواء عسكريًا أو اقتصاديًا.
تصريحات زيلينسكي أعادت تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية العميقة التي تواجهها أوكرانيا، ووضعت المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي للاستمرارية في دعم الحرب، ليس فقط عسكريًا، بل ماليًا أيضًا.