في قلب منغوليا وعلى أطراف العاصمة أولان باتور، تمتد جبال بوغد خان أوول التي يعتقد كثيرون أنها أقدم محمية طبيعية في العالم، سبقت حديقة يلوستون الأمريكية بعقود وربما بقرون.
الجبل، الذي تحيط به الأساطير والطقوس الشامانية، يتمتع بمكانة روحية عميقة لدى السكان المحليين الذين يرونه مقدسًا ومحاطًا برعاية كائن روحي.
الطبيعة في هذا المكان ما زالت على حالها منذ قرون، حيث يُمنع الصيد والقطع الجائر للأشجار منذ القرن الثالث عشر، بحسب ما ورد في «السر المغلق للمغول»، أقدم مؤلفات التاريخ المنغولي.
أصبحت المنطقة رسميًا محمية بقرار إمبراطوري عام 1778، وباتت اليوم ملاذًا هادئًا بعيدًا عن ازدحام المدينة، حيث تجري الأنهار وسط غابات كثيفة، وتتنوع الحياة البرية بين النسور والخنازير البرية والأرانب القطبية.
بالرغم من هذا الغنى الطبيعي والتاريخي، فإن بوغد خان أوول ما زالت مجهولة للسياح حول العالم، بسبب موقع منغوليا النائي وقلة المحتوى المتوفر بلغات أجنبية. لكن الحكومة المنغولية تسعى اليوم لتغيير ذلك وتعزيز السياحة لتصبح مصدرًا رئيسيًا للدخل بحلول عام 2030.
يستطيع الزوار السير على مسارات الجبل أو المبيت في خيام منغولية تقليدية تحت سماء مرصعة بالنجوم، في تجربة لا تشبه شيئًا آخر. وبينما يحتدم النقاش العالمي حول أقدم محمية طبيعية في العالم، تبقى منغوليا متمسكة بأن جبل بوغد لم يكن فقط أول منطقة محمية، بل كان أيضًا أول جبل تُصان روحه قبل أن تُصان تربته.