مدينة يسكنها الأموات وتزورها الحياة
ABCNews-247
وسط العاصمة النمساوية، فيينا، تمتد مقبرة فيينا المركزية (Zentralfriedhof) على مساحة شاسعة تبلغ 2.4 كيلومتر مربع، مما يجعلها ثاني أكبر مقبرة في أوروبا وواحدة من أكثرها تميزًا في العالم، ليس فقط من حيث الحجم، بل من حيث القيمة التاريخية والثقافية والروحية.
افتُتحت المقبرة عام 1874 لتستوعب التوسع السكاني المتسارع آنذاك، وتضم اليوم أكثر من 3 ملايين مدفون، من بينهم نخبة من أعظم رموز النمسا والعالم: لودفيغ فان بيتهوفن، فرانتس شوبرت، يوهانس برامز، هيدي لامار، وفالكو.
وتُعد المقبرة مرآة لهوية فيينا المتعددة الثقافات والأديان، إذ تحتوي على أقسام مخصصة للكاثوليك والبروتستانت واليهود والأرثوذكس والمسلمين والبوذيين، إلى جانب ساحات تذكارية لضحايا الحروب والعلماء والفنانين.
ورغم كونها مكانًا للسكينة والاحترام، تتحول المقبرة أيضًا إلى وجهة سياحية وثقافية، حيث تُنظَّم فيها جولات للمشي والعروض الموسيقية والمعارض الفنية، مستفيدة من طابعها الفريد الذي يجمع بين الفن، التاريخ والطبيعة.