شهدت ألمانيا انخفاضًا غير مسبوق في نسبة الشباب ضمن سكانها، حيث كشفت البيانات الرسمية أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا لم يعودوا يمثلون سوى 10% فقط من إجمالي السكان، وهي النسبة الأدنى التي تُسجّل على الإطلاق.
وأفادت الهيئة الاتحادية للإحصاء بأن هذا التراجع كان سيصل إلى 8.5% لولا تدفق موجة من المهاجرين الشباب إلى البلاد، خاصة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، وهو ما ساهم في إنعاش جزئي لهذه الفئة العمرية.
ويُظهر التحليل الديموغرافي أن الشباب من أبناء المهاجرين داخل ألمانيا يتمتعون بنسبة حضور أعلى، وصلت إلى أكثر من 20%، مما يعكس الفارق الواضح بين السكان الأصليين والمجتمعات ذات الأصول الأجنبية.
أما على المستوى الجغرافي، فقد سجّلت مدن مثل بريمن وهامبورغ وولاية بادن-فورتمبيرغ أعلى نسب لوجود الشباب، لكنها لم تتجاوز 11%، بينما جاءت ولايات شرقية مثل براندنبورغ ومكلنبورغ-فوربومرن وساكسونيا-أنهالت في أدنى المراتب بنسبة تقل عن 9%.
وتُظهر المقارنة الأوروبية أن ألمانيا أقل من متوسط دول الاتحاد الأوروبي الذي يبلغ 10.7%، في حين احتلت أيرلندا الصدارة بنسبة 12.6%، وجاءت بلغاريا في المرتبة الأخيرة بنسبة 9.2%.
هذا التراجع الديموغرافي الحاد يسلّط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها ألمانيا في الحفاظ على توازنها السكاني، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية وسياسات الهجرة الجديدة.