راكبات أمواج يتحدّين الموت والتمييز
ABCNews-247
وسط هدير المحيط ومشاهد تثير الذهول، تخوض مجموعة من النساء مغامرات نادرة فوق أمواج يتجاوز ارتفاعها سبعين قدمًا، في أماكن شهيرة مثل نازارِيه في البرتغال وجوز في هاواي. على رأس هؤلاء البطلات تبرز البريطانية لورا كراين والغواتيمالية الأمريكية بولي رالدا، وهما تواجهان موجات تصل سرعتها إلى مئة كيلومتر في الساعة، وسط ظروف تجعل من السقوط تجربة أشبه بحادث سيارة عنيف.
ورغم أن الجمال يخفي الخطر، إلا أن هذه الرياضة لا ترحم من يتعثّر. فقد شهد العالم سابقًا مآسي حقيقية، منها وفاة مارك فو عام 1994، وتود تشيسر عام 1997، في ظروف مشابهة. بولي رالدا تحدّثت بصدق عن تجاربها القاسية قائلة: "تعرضت للإغماء، وكدت أموت عدة مرات"، مضيفة أن الإصابات مثل خلع المفاصل والارتجاجات ليست بالأمر النادر.
لكن المخاطر الجسدية ليست وحدها ما تواجهه راكبات الأمواج. فحتى عام 2016 لم يُسمح للنساء بالمشاركة في بطولات ركوب الأمواج العملاقة، وحتى عام 2018 لم يحصلن على جوائز مالية مساوية لما يحصل عليه الرجال. ورغم التطورات، لا تزال الفرص أقل، وعدد الأماكن المتاحة للنساء في البطولات الرسمية محدود. والأسوأ من ذلك، أن أغلب راكبات الأمواج لا يحظين برعاية تجارية، حيث لم تحصل سوى امرأتين تقريبًا على دعم كامل لمشاركتهن في هذا النوع من الرياضة.
ورغم هذا الواقع، تصر النساء على الاستمرار في التحدي، مؤمنات بأن الجرأة لا تُقاس بالقوة الجسدية وحدها، بل بالإصرار على خوض ما هو أبعد من حدود الخوف. بين الأمواج العملاقة، وفي لحظات يكون فيها البقاء تحديًا، تصنع هؤلاء النساء تاريخًا جديدًا، لا في الماء فقط، بل في معركة طويلة من أجل العدالة والمساواة والاعتراف.