في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات بتحويل قطاع التعليم إلى رافعة حقيقية للتنمية المستقبلية، كشفت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي عن ملامح استراتيجية جديدة تصف التعليم بأنه «مختبر للمستقبل»، حيث يتم دمج العلوم التطبيقية والمهارات القيادية في المناهج الدراسية منذ المراحل المبكرة.
وتستند هذه الرؤية إلى مبادئ التعليم متعدد التخصصات، الذي يربط المحتوى الأكاديمي بالقطاعات الصناعية والاقتصادية ذات الأولوية الوطنية، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وريادة الأعمال.
وتهدف المبادرة إلى بناء جيل من المتعلمين القادرين على الابتكار والتكيف مع المتغيرات المتسارعة في سوق العمل العالمي.
وأكدت الهيئة أن «التعلم مدى الحياة» لم يعد خيارًا، بل أصبح جوهر العملية التعليمية في الدولة، حيث يتم إعداد الطلاب لاكتساب مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والعمل الجماعي من خلال مشاريع واقعية يتم تنفيذها داخل ما يُعرف بـ«المدارس المختبرية»، وهي بيئات تعليمية تحاكي التحديات الحقيقية للمجتمع والاقتصاد.
وترتبط هذه الجهود باستراتيجيات كبرى مثل «رؤية التعليم 2033» في دبي و«الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030»، التي تسعى إلى توطين المعرفة وتعزيز تنافسية الإمارات كمركز تعليمي عالمي.
وتعمل الهيئة من خلال شراكات مع جامعات وشركات عالمية على توفير تجارب تعليمية مرنة ومصممة خصيصًا لكل متعلم، بهدف تحويل المدرسة إلى مساحة للإبداع والنمو الشخصي.
وترى قيادات القطاع أن هذه التحولات تشكل استجابة ضرورية للتحديات العالمية، مؤكدين أن مستقبل التعليم لا يُقاس فقط بالدرجات، بل بقدرة الطالب على التأثير في مجتمعه وبناء مستقبله بثقة ومرونة.